يُعدّ التعليم مفتاح التنمية والازدهار وبناء السلام في كل البلاد. أثّرت الحرب التي شهدتها سورية على جودة مؤسساتها الأكاديمية بشكلٍ كبير. وشمل ذلك التأثير الطلاب السوريين، إذ بات الطلاب يتخرّجون وهم مفتقرون إلى المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح على المستوى الفردي وتطوير المجتمع. ثم إن ما يجعل الأمر بحالة أسوء هو افتقاد الطالب السوري إلى الدعم والإرشاد الكافي في المجالين المهني والأكاديمي من المؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى شعور الطلاب بالضياع وكذلك إلى معاناتهم في مسيرتهم التعليمية ورحلتهم في سوق العمل. كما أدّت الحرب إلى انقطاع تعليم مئات آلاف اللاجئين والمشردين في الداخل السوري من التعليم، ما قد يحبطهم ويفقدهم اهتمامهم بالتعليم. كلّ هذا ينذر بتحديات خطيرة تهدد مستقبل سورية والطلاب السوريين، وبدورنا نحن نريد المساهمة في مواجهة تلك التحديات..
ونحن ندركُ صعوبة هذه المهمة، كما إننا نعرف بوجود الكثير من المنظمات الدولية والمحلية والأجهزة الحكومية التي تسعى جاهدةً لمعالجة هذه الكارثة، لكن مستقبل سورية يعتمد بشكلٍ أساسيٍ على السوريين المؤهلين، والذين يجب عليهم التدخل والعمل معًا للتخفيف من نتائج هذه الكارثة التعليمية. لكن للأسف، فمنذ اندلاع الحرب عام 2011م، هاجر الكثير من هؤلاء المؤهلين البلاد، بمن فيهم الطلاب، والأساتذة، والمختصين، ضمن إحدى أشدّ هجرات الأدمغة في تاريخ سورية المعاصر. وما زاد الأمر سوءاً أنّ معظم المؤهلين الذين يغادرون البلاد ينفصلون عن سورية ولا يلعبون دورهم الجوهريّ في تطويرها وإعادة بنائها، ونحن نريد أن نغير ذلك.
لذلك، اجتمعنا قرابة 150 شخصاً، باحثين، وأكاديميين، ومهنيين، وحاملي منح دراسية، وطلاباً ونشطاءً في مجال التعليم. ورفضنا التزام الصمت، ووحدنا قوانا ومعارفنا وأهدافنا وطموحاتنا؛ من أجل مستقبلٍ أفضل لسورية، حيث لا وجود للأمية، وحيث التعليم عالي المستوى متاحٌ للجميع. نؤمن جميعاً أنّ التعليم مفتاحٌ لبناء مستقبٍل مزدهرٍ لسورية، وهذه دعوة لكل من يؤمن بقضية التعليم للالتحاق بالرابطة ومساعدتنا على إعادة بناء سورية من خلال تطوير القطاع التعليمي ومساعدة الطلاب السوريين على النجاح أينما كانوا.
التالي: من نحن