Establishment Stage - المرحلة التأسيسية

المقالة 2: نصائح ما قبل التقديم

المقالة 2: نصائح ما قبل التقديم

نصائح لاختيار الجامعة:

إن عملية اختيار الجامعة ترتبط بعدةِ عوامل رئيسية وفيما يلي ترتيبها حسب الأولوية:

أولاً: التمويل:

أول الأمور التي يجب البدء فيها وأهمها التمويل، لأنه من الصعب إنجاز بالدكتوراه من دون تمويل، إلا في حال كنت ترغب بالتمويل الذاتي، وبالتالي عامل التمويل يفقد أهميته في هذه الحالة. سيتم التطرق لموضوع التمويل في مقالة منفصلة.

 

ثانياً: المشرف:

إن اختيار المشرف ذو أهمية كبيرة جداً في حال لديك فكرتك الخاصة التي تريد دراستها، أما في حال كنت تتقدم إلى فرص بحثية مصممة مسبقاً، فلن تملك خيارات بهذا الموضوع؛ لأن المشرف سيكون هو مدير المشروع، وهو الذي سيختارك وليس العكس. في حال كانت لديك فكرة بحثية وتريد دراستها، فإيجاد مشرف مهتم بالبحث الخاص بك يُعَدُّ خطوةٌ أساسيةٌ لمتابعة الدكتوراه، ولا يمكنك البدء من دونها. أيضاً يجب اختيار المشرف المناسب الذي يتابع معك ويدعمك ويقدم الإرشاد الصحيح لك، لأن المشرف سيلعب دوراً كبيراً بجعل هذه التجربة إما تجربة غنية جداً أو تجربة صعبة جداً. سيتم تقديم بعض النصائح لإيجاد المشرف المناسب في القسم اللاحق.

ثالثاً: ترتيب الجامعة:

يجب على الطالب أن يفكر أيضاً بالجامعة التي يريد الدراسة فيها، إذ يجب السعي إلى جامعات تكون قوية جداً في المجال الذي يريد الطالب التعمق فيه، لكن قوة الجامعة تعكس مدى صعوبة التقديم على الجامعة أيضاً. يمكن البحث ضمن مواقع ترتيب الجامعات ضمن البلد التي ترغب بالدراسة فيها، فيما يلي بعض مواقع ترتيب الجامعات في بريطانيا:

عند البحث عن ترتيب الجامعات فلا تعتمد فقط على ترتيب الجامعة الكلي، وإنما على ترتيب الكلية وحتى ترتيب الاختصاص إن وجد ضمن هذه المواقع، لكن جدير بالذكر بأن أهمَ عامل هو اختيار الجامعة.

نصائح لاختيار المشرف:

إن كان لديك فكرة بحثية ما تريد دراستها، فعليك أن تجد المشرف المناسب والمهتم بالإشراف على بحثك، وإيجاد مشرف مهتم عادةً ما يكون الخطوة الأولية والأساسية للتقديم على الدكتوراه. لإيجاد المشرف المناسب هناك ثلاث طرق رئيسية:
أولاً: أن يكون لديك معرفة بالمشرف، فربما يكون دكتورك الذي درسك مسبقاً، أو أشرف على أبحاثك السابقة.
ثانياً: أن تحاول الوصول إلى مشرف مناسب من خلال شبكة علاقاتك الفعالة، فربما تسأل أساتذة درسوك سابقاً عن مدى معرفتهم بمشرف قد يكون مهتم بمجال بحثك.
ثالثاً: أن تبحث على موقع الجامعة عن مشرفين وتحاول إيجاد مشرف تتقاطع اهتماماته البحثية مع عنوان بحثك. عادة ما تكون ملفات المشروفين جميعها معروضة على موقع الجامعة. في حال كنت تسلك الطريق الثاني أو الثالث؛ فيجب عليك تحضير رسالة بريد الكتروني قوي جداً لترسله للمشرف المحتمل، وذلك ليقبل الإشراف عليك. قوة هذا البريد الإلكتروني ستلعب دوراً كبيراً باهتمام المشرف لقبول الإشراف عليك. شهرياً يصل للمشرف العديد من طلبات الإشراف، وعليك أن تفكر كيف يمكن لك أن تتميز عن باقي الطلاب وتجذب المشرف وتقنعه ببحثك. يجب أن يكون البريد احترافي، وخالياً من الأخطاء، ويدل على فهمك للمشكلة التي تريد معالجتها، ويظهر طموحك وشغفك، ويربط اهتمامات المشرف البحثية بفكرتك. فيما يلي مثال لرسالة بريد الكتروني تم تصميمها بغرض الشرح مع بعض التقسيمات:

Dear [Supervisor name]

I hope this email finds you well.
[Insert intro about yourself here]
My name is X, a founder of two networks to support Syrian refugees and internally displaced people to access higher education. I am sending you this email to enquire about your availability to supervise my Ph.D. at the University of Cambridge/Gates scholarship programme.
[Introduce the Idea& link it with the supervisor interest]
I am currently exploring the topic of designing a parallel online supportive education system for the Syrian context. POSES is a supportive education system (online platform) designed and tailored towards plugging the gaps in the formal education system in a country. The goal is not to replace the formal education system but merely to work side by side with it and mitigate its shortfalls. I have developed this idea based on a lived experience of a weak and unequal education system as well as 5 years of experience in mitigating the shortfalls of a weak education system, such as the one in Syria. I can see from your research that you have studied [X, Y, & Z] which links strongly to my idea in a way that [X, Y, & Z]
[put a brief about the gap here]
I really hope you see the idea worth exploring and agree on supervising me. There are plenty of research focus on the role of ICT and online learning in supporting education, but I could not find articles exploring the idea of a comprehensive parallel supportive system. Thus, I believe that the research might have a gap. I am working on my proposal and expecting to finish on the 16 of Nov. I have unlimited passion for this topic and dedication to see this idea coming true. I believe it is revolutionary and will improve the lives of thousands of students in Syria. Furthermore, this new model can be replicated to a lot of countries where education struggles.
Conclusion here
Thank you, [name of professor], for reading my long email, and I look forward to hearing from you. I am looking for a supervisor who will push me hard to expand my boundaries and graduate with an original piece of research that goes to the best journals and shapes the foundation of a new operating model for education systems. I will be very grateful to hear your feedback/suggestions on my research ideas regardless of whether you decide to supervise me or not. Also, I am happy to have a voice/video call to discuss things further.

Best Regards

 – نصائح عامة:

1.إن رحلة الحصول على الدكتوراه هي رحلةٌ طويلةٌ فاحرص على أن تستمتع بها. حاول أن تُقدرَ وتفرح بالنجاحات الصغيرة، لأنه لا يمكن لكل رسالة دكتوراه أن تحصل على جائزة نوبل، وعلى الرغم من ضيق البحث فإنه قد يكون ذو قيمة جوهرية في العلم والعكس صحيح. نصيحتنا هي أن تختار بحثك بحكمة وتستمتع به قدر الإمكان.

2. إن وجودك في نفس الجامعة يُعَدُّ بمثابة فرصة لك لإثبات كفاءتك، ولكن يجب التنويه إلى أن الكفاءة هنا لا تعني مدى قدرتك على حفظ المعلومات، وإنما هي كيفية نقل هذه المعارف النظرية إلى أفكار وتجارب، وصياغتها ضمن فقرات ذات فائدة للمجتمع العلمي، فمن الأخطاء التي يقع فيها طلابنا وزملاءنا عادة هي محاولة إبهار المدرسين أو المشرفين بمعرفتهم، أو بطرح أفكار بدون نسبها إلى أصحابها الحقيقيين، أو التعميم كعبارة “تشير الإحصائيات أن أبناء المنطقة الفلانية يتمتعون بصحة أفضل من المنطقة الأخرى”، لكن الأرقام الإحصائية و معايير الدراسة لم تذكر هذه الجمل، إذ تُعَدُّ هذه الجمل ومثيلاتها في المجتمع العلمي غير أكاديمية وإن بدت كذلك. هذه الأخطاء شائعة وغالباً ما نملكها نتيجة افتقارنا لقراءة الأبحاث. أجعل من تجربتك في الجامعة مثال لتقييمك لنفسك، وأسأل نفسك هل سأستمتع في حال استكملت الدراسة كباحث؟ ثم قيم محيطك، هل هذه الجامعة أو القسم أو المجال هم الرغبة التي اطمح لها؟ في حال كانت الإجابة نعم اسعى للتقرب من المشرفين الباحثين في مواضيع تهمك، ولا تتهاون أن تفتح أحاديث مع طلاب الدكتوراه، وخاصة في المجال الذي يجذبك، فمن خلال ذلك ستتعرف على جوانب أخرى في الجامعة، وكثيراً ما ستساعدك في توجيه طاقتك نحو مجموعة بحثية معينة، أو دكتور مشرف معين لاهتماماته أو مكانته العلمية أو امتلاكه التمويل الجيد لمشروعه.

3.في حال رغبتك بالانضمام إلى إحدى المجموعات اقرأ عن أعمالهم وأوراقهم البحثية (ليس المطلوب منك أن تصبح خبيراً في مجالهم)، فالهدف هنا هو إيجاد مواضيع لمناقشتها معهم، وفتح مجال لتبادل الأفكار وجذب الانتباه، كما أنك بذلك تستطيع أن تظهر اهتماماً ورغبةً لمعرفة المزيد، وهم سيكونون سعداء بالحديث عن أعمالهم. استمتع وناقش وتقبل الأفكار المختلفة، وأظهر أنك شخص سهل التعامل والتعاون معه، وهي صفات يبحث عنها قائد المجموعة، فقد تكون عضواً في فريق عملهم.

4.في حال رغبتك باستكمال دراستك والحصول على دكتوراه من جامعة أخرى، فلابد أنك ترى ميزات ما في الجامعة/ات المرغوبة (مثل المدينة، أو المجموعة البحثية، أو التجهيزات ضمن الجامعة….. إلخ). حاول أن تحدد المجموعات البحثية وما هي اهتماماتهم؟ هل وجدت مواضيع ترغب بأن تبحث فيها وبالانضمام للمجموعة التي تطبق ذلك؟ بالإجابة على هذه الأسئلة ستحدد المجموعة البحثية، حاول أن تقرأ عن بعض أعمالهم، وستتكمن من معرفة بعض التجهيزات التي يمتلكونها، وماهي أهدافهم؛ فمثلاً تسعى بعض المجموعات البحثية في الصناعة الدوائية إلى تحويل عملية التصنيع من نظام الطبخات إلى نظام التصنيع المستمر، وبالتالي ستتركز قراءتك حول هذا الموضوع، وما هي الفوائد المرجوة من ذلك، وكيف يحاولون معالجة هذا الشيء، وما هي العقبات التي تواجههم، وكيف يجرون أبحاثهم لتخطي هذه العقبات ومعالجتها لدفع أفكارهم النظرية لنتائج عملية يمكن تطبيقها، وكيف تستطيع توظيف معرفتك ومهاراتك واهتماماتك ضمن عملهم (عادة تتكون المجموعات من باحثين من خلفيات علمية مختلفة، فعلى سبيل المثال في مجال التصنيع الدوائي قد تجد صيادلة وكيميائيين ومهندسين كيميائيين، كما قد تجد خبراء في معالجة البيانات وتحليلها ومهندسين ميكانيكيين)، بامتلاكك تلك المعرفة تستطيع أن تراسل كاتبي تلك الأوراق البحثية ومناقشتهم (مرة أخرى الهدف ليس أن تصبح خبير في المجال وإنما المناقشة وفتح قنوات تواصل مع هؤلاء الأشخاص). حاول أن يكون تواصلك على قدرٍ كافٍ من الاحترام والاحترافية، فقد تستطيع التواصل معهم عن طريق LinkedIn أو باستخدام بريد الكتروني يحمل اسمك، ولا تراسلهم عن طريق الـ Facebook أو عنوان بريدي غريب الاسم مثل (black.soul2015@domain). استخدم هذه القنوات لتتمكن من دخول هذه المجموعات. بالإضافة لذلك أسأل زملائك ضمن جامعتك الأم، أو طلاب الدكتوراه ممن لديهم طبيعة عمل مماثلة لتلك المجموعات، وبالتالي تستطيع توفير الكثير من الوقت والجهد. إذا كنت ضمن مرحلة رسالتك البحثية، أو قد أجريت بحثك بشيء مشابه، أو لديك خبرة ما، فقد تستطيع أن تناقش أفكارك ونتائجك معهم، وهذا يفيد جداً الأشخاص الذين يتابعون الدراسات العليا في الجامعات السورية. لا تنسى أن تستغل هذه العلاقات وأن تسأل عن فرصة لدراسة الدكتوراه.

5.يمكن بظروف خاصة التقديم مباشرةً من البكالوريوس على مقعد في الدكتوراه؛ بشرط تحقيق شروط معينة على عكس ما هو معتقد في سورية أن درجة الماجستير هي شهادة حتمية للحصول على الدكتوراه، كثير من الزملاء الذين اجتمعنا معهم لا يملكون شهادة ماجستير؛ وانتقلوا من مرحلة البكالوريوس إلى الدكتوراه بشكلٍ مباشرٍ. غالباً ما أتم هؤلاء الأشخاص رسالةٍ بحثيةٍ في البكالوريوس مكنتهم من أساليب البحث، أو أن لديهم خبرة عملٍ كباحثين ضمن شركات أو منظمات. وبالتالي ما يهم هنا هو مهارات البحث أكثر من حصولك على شهادة معينة. فلا تتردد في حال كانت هذه رغبتك، ولا تجد أن الماجستير يضيف لك منفعة. وبكل الأحوال، ستوفر الجامعة كورسات مجانية في حال انتقلتم من البكالوريوس إلى الدكتوراه مباشرة وشعرتم أنكم بحاجة لتقويةٍ في مجالٍ معين (تحليل بيانات، تصميم استبيان…الخ). في حال كانت تلك الكورسات مجانية فلا علاقة لها بوضع بحثكم إن كان ممولاً أم لا.

إعداد: ودود تدبير – ملهم السليمان – ريم القيّم – عدي طوزان
تدقيق لغوي: رباب السمر، زاهر عبد الفتاح

 

اشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديدنا.